ازدادت الصراعات العالمية في الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة، ما يضع الكثير من المجتمعات تحت ضغوطات وأعباء زائدة جرّاء تأثيرات التغيرات المناخية التي يعانون منها.
وغالبا ما تكون سياسات تلك المجتمعات منشغلة بأولويات أخرى غير حل أزمة المناخ، ما دفع مجموعة بحثية من جامعة سيدني في أستراليا إلى البحث في مدى تأثير التغيرات المناخية في المجتمعات المتضررة من الصراعات. ووجدوا أنّ تلك المجتمعات تتضرر أيضًا من التغيرات المناخية. ونشروا نتائجهم في دورية "ويرز كلايمت تشانج" (WIREs Climate Change) في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ما العلاقة؟
ركزت الدراسة على بعض المناطق التي كانت تعاني من الحروب الأهلية، مثل أمريكا الجنوبية، وجنوب شرق آسيا، وأوقيانوسيا (تشتمل على: أستراليا، وميكرونيسيا، وبولنيزيا، وميلانيزيا)، خاصة أنّ تلك المناطق لم تتم فيها دراسة العلاقة بين الصراعات والتغيرات المناخية فيها بصورة كاملة. بل كان الاهتمام بدراسة العلاقات بين التغيرات المناخية وبداية الصراعات، لكن خلال فترة الصراع؛ فلا. بالفعل، راح الباحثون يفحصون ما يزيد على 212 ورقة بحثية حول هذا الموضوع على مدار 15 عامًا، تحديدًا بين عامي 2007 و2023.
ماذا وجدوا؟
لاحظ الباحثون أنّ البيئات المعرضة أكثر لآثار التغيرات المناخية، تزداد فيها الاضطرابات الاجتماعية، كما تتفاقم التوترات السياسية والاقتصادية على سبيل المثال، نيبال في جنوب آسيا بوصفها دراسة حالة، تلك التي كانت تعاني من حرب أهلية لمدة 10 سنوات، وعندما بدأت تركز جهودها على السلام وبناء الدولة من جديد، واجهت صعوبة كبيرة، بسبب تأثيرات التغيرات المناخية التي تعاني منها، بالإضافة إلى بعض الأسباب الأخرى المتعلقة بشؤونها. وهذا النوع من الأزمات المرتبط بالتغيرات المناخية، يؤثر أيضًا في الدول المجاورة، فقد وجدوا زيادة واضحة في طلبات اللجوء والمساعدات الإنسانية والأمنية. وعادةً يقع هذا على الدول المستقرة في الجوار.
يرى مؤلفو الدراسة ضرورة دراسة هذه الأزمات بعمق، وتصميم خطط ومشاريع من شأنها التعامل مع تلك الأزمات بصورة جيدة، ما يُسهم في تعزيز المرونة المناخية، خاصة أنّ هناك العديد من المناطق بالفعل التي تتسبب آثار التغيرات المناخية كالفيضانات والجفاف والأعاصير في تفاقم التوترات الاجتماعية والسياسية فيها، ما يزيد الأمر سوءًا ويتسبب في إشعال الصراعات.